أبرز ما جاء في الصحف التركية عن توتر العلاقات الألمانية التركية, وما تداولته الصحف العربية عن استفتاء إقليم كردستان العراق
عادت الحرب الكلامية بين تركيا وألمانيا للاشتعال مجدداً مع اقتراب الانتخابات الألمانية وتدخّل أنقرة المعتاد في شؤون الدول الأخرى, حيث تناولت الصحف التركية, التوتر الجاري بين تركيا وألمانيا، وردود الأفعال المتبادلة بعد دعوة الرئيس أردوغان الأتراك المغتربين في ألمانيا إلى عدم انتخاب الأحزاب التي تعادي تركيا، فضلاً عن تسليط الضوء على أبرز ما جاءت في الصحف العربية حول استفتاء إقليم كردستان العراق.
ونقلت صحيفة “أكشام” التركية انتقادات الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” لوزير الخارجية الألماني “زيغمار غابريال”, حيث دعاه “أردوغان” إلى “التزام حدوده”، إثر قيام الأخير بانتقاد دعوة الرئيس التركي الأتراك المجنسين في ألمانيا إلى عدم انتخاب ثلاثة أحزاب رئيسية في البلاد.
وقد شنّ” أردوغان” هجوماً شخصياً على الوزير الألماني قائلاً: “إنه لا يلتزم حدوده، من أنت لتخاطب رئيس تركيا بهذه الطريقة؟ التزم حدودك إنه يحاول إعطاءنا درساً. منذ متى تتعاطى السياسة؟ كم تبلغ من العمر؟”.
وكان ” أردوغان” دعا الألمان من أصل تركي إلى عدم التصويت لحزب “الاتحاد المسيحي الديمقراطي” الذي تنتمي إليه “أنغيلا ميركل”، ولا للحزب”الاشتراكي الديمقراطي” الذي ينتمي إليه وزير الخارجية الألماني “زيغمار غابريال”.
وأشارت صحيفة”ستار” التركية إن دعوة الرئيس “أردوغان” للمغتربين في ألمانيا أثارت قلق المسؤولين الألمان، حيث أن عدد الأتراك الحاصلين على الجنسية الألمانية يقدر بمليون و250 ألفاً، وقد ذكرت الصحيفة أن 6 آلاف صوت كفيلة بتغيير نتائج الانتخابات في ألمانيا، وقد نقلت الصحيفة عن محللين أن أصوات الأتراك قد تبدو قليلة، لكن التقارب بين الأحزاب الألمانية المتنافسة يُكسب أصوات الأتراك أهمية كبيرة جداً.
ومن جانب أخر تناولت الصحف العربية الجدل الدائر حول استفتاء إقليم كردستان المقرر في سبتمبر/أيلول المقبل, وأبرز عدد من الكتاب الدور الإقليمي والدولي في قضية استفتاء إقليم كردستان.
في الحياة اللندنية يقول كرم سعيد إن “سعي حكومة كردستان لاستثمار دور البيشمركة، في محاربة داعش، ومحاولة ترجمة ذلك في استكمال مسار الاستقلال عن الدولة العراقية، قد لا يحققان المرجو منهما، لا سيما أن سياقات التفاعلات الدولية والإقليمية تشير إلى حالة عامة من التريث الدولي والرفض الإقليمي القاطع تجاه التطلّعات الكردية”.
في إشارة منه أن “الموقف الخارجي من استفتاء إقليم كردستان أصبح مرتبطاً بتقاطعات مصالح الدول الإقليمية والحسابات الشائكة للقوى الدولية في المنطقة”.
وفي الدستور الأردنية تقول عريب الرنتاوي: “نقطة البدء في المشروع الاستقلالي الكردي، تبدأ من بغداد، أما الاستقواء بالخارج فرهان حبله قصير، بل وقصير للغاية، والإقليم حتى بفرض انتزاع استقلاله بالقوة، لن يستغني عن العراق، وسيظل دولة داخلية، خاصة بوجود جوار إقليمي غير صديق، تدخّلي وطامع”.
وتتساءل الكاتبة: “ألم يحن الأوان، للتأسيس لمرحلة من العقلانية في العلاقة بين الجانبين، تقوم على النفع المتبادل وحسن الجوار والتطلع المشترك لمستقبل محمّل بالفرص؟”.
وفي “الصباح” العراقية يرسم الكاتب باسل محمد مقاربة بين استفتاء إقليم كردستان لتقرير المصير و الانفصال عن العراق, و بين انفصال أحد أبناء العائلة في محاولة للإجابة على السؤال: “متى يفكر ابن عائلة ما بأن ينفصل عنها ويتركها؟”.
يقول الكاتب: “يقرر الابن، الانفصال عن عائلته و السفر أو السكن بعيداً عنها لأن لديه حلماً جميلاً لا يستطيع تحقيقه وهو داخل العائلة ويحيا تحت كنفها، كما أن موقف العائلة ربما يكون سلبياً من هذا الحلم”.
ويعدد باسل محمد الأسباب التي تدفع لمثل هذا الانفصال، ليقول: “يترك الابن عائلته إذا كان رب العائلة مستبداً و طائشاً ويتخذ القرارات الخاطئة دائماً، كما أن هجر الابن لعائلته قد يعني أن العائلة وأفرادها الآخرين يصبحون بمشكلة ويمسون بمشكلة”.
مضيفاً: “الأبناء ينفصلون عن عائلاتهم إذا مر على العائلة وقت طويل ولم تتغير وتتطور ولا تملك رؤية ذكية للمستقبل ويوجد بحث يقول بأن هذه العائلة ستذهب إلى أزمات جديدة خطيرة”.
قراءة: زوزان بركل