آثار تدمر بين عراقة الماضي وهمجية تنظيم داعش الإرهابي

ضربت الهمجية التي رافقت سنوات الحرب في سوريا المواقع الأثرية الأبرز كمدينة تدمر، والتي تحولت من مواقع مدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالي ومقصداً للسياح، إلى مرتعٍ ومذبح لتنظيم داعش الإرهابي الذي دمر آثارها ونهبها.

إرث حضاريٌّ يعود لآلاف السنين اندثر دون رجعة، وكنوز أثرية كانت مقصداً للسياح من جميع أنحاء العالم في عروس الصحراء تدمر وسط سوريا، أصبحت معظم معالمها أثراً بعد عين نتيجة عمليات التخريب والصراع بين الأطراف المتحاربة في البلاد.
فالمعارك لم تستثنِ التراث الثقافي في سوريا، ما نتج عنها كارثة إنسانية هي الأسوأ، إذ تحولت مدينة تدمر التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين على سبيل المثال لا الحصر إلى ساحات قتال، فدُمِّرت بشكل شبه كامل ونهبت محتويات متاحفها الأثرية الثمينة، التي كانت تحفظ بين جدرانها وثناياه روايات من التاريخ.

تدمر أو عروس الصحراء المدرجة على لائحة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة للتراث العالمي اليونيسكو، كانت شاهداً على همجية تنظيم داعش الإرهابي، الذي حطم العديد من تماثيلها التاريخية، ونقل بعضها إلى تركيا بهدف بيعها في السوق السوداء التي انتعشت خلال الأزمة السورية، ومنها إلى الأسواق الأوروبية.

معظم المعالم الأثرية القيِّمة في تدمر، منها تمثال أسد أثينا الشهير ومعبدا بعل شمّين وبل وقوس النصر الشهير في مدخلها، بالإضافة إلى المدافن البرجية في محيط المدينة، حطمها التنظيم الإرهابي بالمتفجرات، ولم تقتصر جرائمه على تدميرها فحسب، بل حوّل المسرح الروماني إلى مذبح لتنفيذ عمليات إعدام جماعية.

تقرير نشرته مؤسسة “جيردا هنكل” والجمعية السورية لحماية الآثار في باريس عام ألفين وعشرين، أكد أن أكثر من أربعين ألف قطعة أثرية نُهبت من المتاحف والمواقع الأثرية، نتج عنها عائدات بملايين الدولارات استفاد منها كل من تنظيم داعش الإرهابي، وفصائل مسلحة أخرى وشبكات تهريب يقودها ضباط في قوات الحكومة السورية.

قد يعجبك ايضا