القرارات التكتيكية في ظل غياب استراتيجية أمريكية في سوريا

أعلن مسؤولون أمريكيون، أن الرئيس دونالد ترامب، أصدر أوامره بتكثيف وتيرة الحملة العسكرية التي تقودها واشنطن ضمن التحالف الدولي في سوريا ضدّ تنظيم “داعش”، ومنح قادة الجيش الأمريكي مزيداً من السلطات لقتاله، حيث استطاعت القوات المدعومة أمريكياً التقدّم بشكلٍ واسع في مناطق التنظيم، ونقل المعركة إلى أهم معاقله في سوريا بمدينة الرقة.

ورغم هذا التقدم فإن نهج “ترامب” يجازف المزيد من المواجهة مع قوات النظام وحلفائه الإيرانيين والروس في ظل غياب استراتيجية شاملة بشأن سوريا، وقال مسؤول في البيت الأبيض “نرفض الأسد، لكن عدوّنا الرئيسي هو داعش, واستراتيجيتنا بالنسبة لسوريا هي  خفض التصعيد في الصراع  حتى نتمكّن من الوصول إلى حلٍّ سياسي”.

واتّخذت أمريكا سلسلة إجراءات باستعدادها لشن ضربات “دفاعية” خلال الأشهر الثلاثة الماضية ضدّ النظام وداعميها، وإسقاط الجيش الأمريكي لطائرة سورية وتوجيه ضربات لمطار الشعيرات، في عمليات سمّتها واشنطن بأنها “خفّفت قيود قواعد الاشتباك”.

من جهته، علّق “تشارلز ليستر” الباحث في معهد الشرق الأوسط بأن “ليست هناك استراتيجية أمريكية واضحة، وهذه مجرّد قرارات تكتيكية تسبب سلسلةٍ من العواقب الاستراتيجية الخطيرة للغاية”.

وعلّقت “جنيفر كفاريلا” من معهد دراسات الحرب، إن “الضربات الأمريكية لن تردع الأسد وداعميه على الأرجح، وغياب استراتيجية أمريكية في سوريا بقيادة مدنية وتركيز أمريكا على “داعش” فقط سيستمران في تقديم دعوة مفتوحة لحلفاء النظام”.

في حين اتّهمت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” إدارة الرئيس الأمريكي، بأنها تقف وراء تصاعد حدّة القتال في سوريا خلال الفترة الأخيرة؛ بسبب غياب الاستراتيجية لدى الإدارة، مشيرةً أن الوضع ساء أكثر منذ مجيء “ترامب” إلى البيت الأبيض ولم تعلن طبيعة الإجراءات التي ستتخذها الإدارة في سوريا واضحة.

والجدير بالذكر أن إدارة ترامب لا تزال تعمل على وضع خطة استراتيجية في سوريا، ولم يعلن عن موعد محدد لنشرها، وستكون إلزامية تشمل خطة عمل في ظل فراغ السلطة الذي سيظهر بعد هزيمة التنظيم، وفقاً لما ذكره موقع “بوليتيكو”، وقال مسؤول الموقع “إن تطوير استراتيجية جيدة يتطلّب وقتاً، ونحن مهتمّون في كيفية تنفيذ ذلك بشكلٍ صحيح”.

شيندا محمد

قد يعجبك ايضا