الناخبون الأكراد سيحسمون معركة الانتخابات المحلية بإسطنبول

كتب بنغيسو كوموركورو في موقع احول التركية أنه

“من المنتظر أن يلعب الناخبون الأكراد دوراً أساسياً في الانتخابات العامة التي ستُجرى في مارس باسطنبول، وهي مدينة يتوالى عليها عُمَدٌ إسلاميون منذ عام 1994، ذاك العام الذي أصبح فيه الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان عمدة.

وإسطنبول، التي تضم نحو 10.5 مليون ناخب، مهمة جداً لجميع الأحزاب، حيث يُنظر إلى نتائج انتخاباتها على أنها مؤشر على دعم الأحزاب في أنحاء البلاد.

يعيش عددٌ كبير من السكان الأكراد في إسطنبول، معظمهم انتقلوا إلى المدينة من جنوب شرقي تركيا خلال تسعينيات القرن الماضي هرباً من الاقتتال بين القوات المسلحة وحزب العمال الكردستاني.

وعادة ما يفوز حزب الشعوب الديمقراطي المعارض ذو الأغلبيىة الكردية بعدد مرتفع نسبياً من الأصوات في عدة مناطق بإسطنبول، ويكون ذلك في المدن التي تغيرت تركيبتها بفعل الهجرة من الأناضول، وفي الأحياء الأقدم التي يحظى فيها الحزب بدعم من ناخبين غير أكراد.

ويقدّر عدد ناخبي حزب الشعوب الديمقراطي في إسطنبول بنحو 1.5 مليون ناخب؛ لكن هذا العدد لن يكون كافياً للفوز في الانتخابات، وستكون أحزاب المعارضة بحاجة إلى توحيد صفوفها لكي تصبح أمامها فرصة للمنافسة.

وقال جنكيز أوزونار، نائب رئيس حزب الشعوب الديمقراطي في إسطنبول والمسؤول عن الاستعدادات للانتخابات، إن حزب الشعوب الديمقراطي وحزب الشعب الجمهوري اليساري – وهو حزب المعارضة الرئيسي – يجب عليهما العمل سوياً من أجل الفوز بالمدينة من أيدي حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان.

وقال أوزونار إن حزب الشعوب الديمقراطي بدأ الاستعداد للانتخابات في بعض مناطق إسطنبول وظل على اتصال بجماعات أخرى بشأن تشكيل تحالفات.

ومناطق غازي عثمان باشا في إسطنبول هي من بين المناطق التي يجب أن يفوز فيها حزب الشعوب الديمقراطي وحزب الشعب الجمهوري بأكبر عدد من الأصوات.

وقالت إيسان غول ديمير الرئيسة المشتركة لحزب الشعوب الديمقراطي في غازي عثمان باشا إن “غازي عثمان باشا يعيش بها بشكل أساسي أكراد، ومهاجرون من دول يوغسلافيا السابقة، ومن بلغاريا وألبانيا، فضلاً عن الروما (الغجر) وأناس من منطقة البحر الأسود في تركيا. ويميز التعدد الثقافي والعرقي هذه المنطقة عن غيرها. وفي غازي عثمان باشا، سيلعب حزب الشعوب الديمقراطي دوراً أساسياً”.

ونسبة الناخبين الأكراد منخفضة نسبياً في شيشلي، وهي منطقة أخرى من مناطق اسطنبول. بيد أن مسؤولي حزب الشعوب الديمقراطي يأملون في المزيد من الدعم في الانتخابات المحلية، لكن ليس لائتلاف مع حزب الشعب الجمهوري.

وقالت داريا غورال الرئيسة المشتركة لحزب الشعوب الديمقراطي في شيشلي “من هم حولنا لا يثقون في حزب الشعب الجمهوري كثيراً. لا أعرف كيف سيتفاعل حزب الشعب الجمهوري مع هذا، لكن ناخبي حزب الشعب الجمهوري أيضاً لديهم مشاكل في الثقة بحزب الشعب الجمهوري”.

وقال آيهان يلديز، رئيس المنطقة المشترك بحزب الشعوب الديمقراطي في كايتخانة، إن الجماعات اليسارسة موقفها قوي في المنطقة التي يعيش بها نحو 100 ألف كردي. أضاف أنه واثق من أن أصوات حزب الشعوب الديمقراطي ستزيد.

وأردف يلديز قائلاً “من أجل الفوز في الانتخابات، نحتاج إلى تحالفات. على سبيل المثال، في حالة التحالف، يمكننا الفوز بمنطقة مثل كايتخانة. عندما يكون هناك تحالف، يخسر حزب العدالة والتنمية قوته، ويمكننا أن نحصد أغلبية الأصوات”. وأشار إلى أن الحزب منفتح على التعاون، ليس فقط مع حزب الشعب الجمهوري، ولكن مع الحزب الصالح اليميني المعارض.

لكن بعض ناخبي حزب الشعوب الديمقراطي يعارضون تشكيل تحالف مع حزب الشعب الجمهوري، بالنظر إلى سجل الحزب في القضية الكردية. وقال ناخب من حزب الشعوب الديمقراطي طلب عدم نشر اسمه إن تشكيل تحالف أمر مستحيل في ظل الظروف الحالية وإن على حزب الشعب الجمهوري أن يقبل أولاً بوجود المشكلة الكردية.

وقال صالح الكوجا، وهو أحد ناخبي حزب الشعوب الديمقراطي في شرناق بجنوب شرقي تركيا، إنه يعارض أي تحالف مع حزب الشعب الجمهوري، مضيفاً أن عدم رغبة حزب الشعب الجمهوري في تشكيل تحالفات مع حزب الشعوب الديمقراطي هو السبب الرئيس وراء قوة حزب العدالة والتنمية”

 

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي اليوم وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً

قد يعجبك ايضا