جولة الصحافة من قناة اليوم
الإيرانيون عاجزون عن السيطرة على الوضع في سوريا
“أربع جبهات في منطقة خفض التصعيد” عنوان مقال يفغيني ساتانوفسكي، في “كوريير” للصناعات العسكرية، يحاول الإجابة فيه عن سؤال: من ضد من يحارب في سوريا الآن؟
ومما جاء في مقال ساتانوفسكي الطويل، تحت العنوان الفرعي التالي “ترامب مع موسكو وطهران”:
العلاقة بين دمشق وطهران وموسكو، بحكم ما يدور في وسائل الإعلام، تمر بأزمة. أساس الخلافات بينهم وفقا للشائعات، الحوار بين روسيا وإسرائيل دون الأخذ بعين الاعتبار وجهات نظر إيران وسوريا. إلا أن أمين مجلس الأمن القومي الأعلى الإيراني، (علي) شمخاني، عبّر عن دعمه الكامل لما تقوم به موسكو في هذا الاتجاه. خاصة وأن جزءا من التشكيلات المؤيدة لإيران اندمجت مع الفرقة الرابعة، التي تقاتل في الجنوب، وقام السوريون بنشر مجمعات الدفاع الجوي “بانتسير- سي 1” في الجولان.
سحب التشكيلات الشيعية من الحدود الشمالية لإسرائيل، ليس له أهمية جوهرية بالنسبة لإيران. الشيء الرئيس في هذه الحالة هو خلق تهديد مستمر لإسرائيل من خلال وضع صواريخ متوسطة المدى في سوريا، والتي لا تعتمد على القرب من الحدود.
بالنسبة للإيرانيين، من المهم منع عدوان محتمل من إسرائيل والولايات المتحدة. وموسكو هي الضامن لأن لا تطير الصواريخ الإيرانية باتجاه إسرائيل دون وجود أسباب كافية.
الخبراء، في تقييمهم للعلاقة بين طهران وموسكو في سوريا، يرون أن هناك بالتوازي مع عملية التفاعل بينهما، تنافسا خفيا على النفوذ في البلاد. فطهران، تحاول توسيع نفوذها في شرقي حلب من خلال تشكيل قوات محلية، لا يخفى التوجه الموالي لإيران فيها. وتسعى طهران لإعادة إعمار المدارس والمراكز الثقافية، ما يؤدي إلى تفاقم الصراع العرقي والطائفي في سوريا، الأمر الذي سوف تستغله الجماعات المتطرفة.
ومن هنا يستنتج الخبراء الروس الميالون لأمريكا: بالنسبة لموسكو، من المهم الحفاظ على حوار مع واشنطن بشأن الصراع السوري، ليس فقط باعتبارها مناسبة للحديث الندّي، إنما لكي تشعر إيران بخطر ترتيبات من وراء ظهرها فتغدو أكثر استعدادا لتقديم تنازلات لروسيا في مختلف القضايا.
مدخل مشكوك فيه. الأكثر عقلانية هو إبقاء إمكانية الحوار مع عسكريي الولايات المتحدة. فطالما أن ترامب يفعل للحفاظ على حلف موسكو مع طهران أكثر مما يفعله الدبلوماسيون فيجب ببساطة عدم إعاقته. أمّا ما يخص قيام الإيرانيين ببناء مؤسساتهم في سوريا فليفعلوا. هذه مسألة تخص دمشق وليس موسكو. هذا لا يهدد مصالح روسيا لأن الإيرانيين دون مساندة موسكو عاجزون عن السيطرة على الوضع في سوريا، ناهيكم بتطوير هجوم. هذا ما استعرضوه في بداية الأزمة الأمر الذي أدى إلى دخول القوات الفضائية الروسية.
انتخابات الرئاسة التركية أمام خمسة سيناريوهات
نشرت صحيفة العرب اللندنية مقالاً عن الانتخابات الرئاسية والتشريعية في تركيا، والتي تعتبر تحديا انتخابيا كبيرا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فيما يشير متابعون إلى صعوبة التكهن بنتائجها في ظل وجود معارضة قوية.
جاء في المقال: يبقى السؤال في 24 يونيو الجاري ما إذا كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيفوز في الانتخابات الرئاسية من الدورة الأولى، وما إذا كان حزبه العدالة والتنمية سيحتفظ بالغالبية في البرلمان، حيث ستجري دورة ثانية للانتخابات الرئاسية في الثامن من يوليو في حال لم يتمكن أي من المرشحين من الفوز بأكثر من خمسين في المئة من الأصوات في الدورة الأولى.
ويرى مراقبون خمسة سيناريوهات ممكنة للانتخابات التركية، في وقت أظهرت فيه استطلاعات الرأي تقاربا من حيث النتائج بين مرشح العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان ومرشح حزب الشعب الجمهوري محرم اينجه.
ويتمثّل السيناريو الأول في فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية من الدورة الأولى مع احتفاظ حزب العدالة والتنمية الحاكم بالغالبية في البرلمان، وهو ما يأمل به أردوغان حين دعا منتصف أبريل إلى انتخابات قبل عام ونصف العام من موعدها المقرر ساعيا إلى أخذ المعارضة على حين غرة. ولكن إن كان أردوغان قد بدا يومها واثقا، فإن احتمال تحقق هذا السيناريو تراجع بشكل واضح مع تدهور الوضع الاقتصادي والاندفاعة الجديدة للمعارضة.
ويرى محللون في مركز التقدم الأميركي أن أردوغان “كان يتوقع تعزيز سلطته” وخصوصا بفضل مراجعة دستورية تعزز سلطات الرئيس بشكل كبير على أن تدخل بنودها الرئيسية حيز التنفيذ بعد الانتخابات، لكنه لا يتمتع بدعم غالبية الناخبين الأتراك”.
والسيناريو الثاني، الأكثر ترجيحا، هو أن تجبر المعارضة أردوغان على خوض دورة ثانية في الانتخابات الرئاسية. ويؤكد متابعون أن منافسه الأبرز محرم اينجه، مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض، قد خاض حملة تميزت بصلابة مفاجئة، حيث أنه مع المرشحين الآخرين، يمكن للمعارضة أن تشكل ثقلا وازنا يؤدي إلى دورة ثانية.
ويرى كمال كيريسكي من معهد بروكينغز أنه إذا خسر حزب العدالة والتنمية غالبيته في الانتخابات التشريعية التي تجري على دورة واحدة الأحد، “فإن أردوغان سيخوض الدورة الثانية متسلّحا كالعادة بصورة الحاكم غير القابل للهزيمة رغم ما لحق بها من تشوهات”.
وأما السيناريو الثالث هو أن يفوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية وأن يخسر حزب العدالة والتنمية هيمنته على البرلمان. ويقول آرون شتاين من مجلس الأطلسي إن “النتيجة الأكثر ترجيحا اليوم هي انتصار لأردوغان وبرلمان يفتقر إلى لون واحد”. ومن شأن هذا السيناريو أن يغرق تركيا في مرحلة شديدة الغموض وأن يهز الثقة بالاقتصاد التركي مع إمكان أن يؤدي إلى انتخابات جديدة.
والمفارقة أن حزب العدالة والتنمية قدّم خدمة للمعارضة عبر تعديلات قام بها وأتاحت لحزب الشعوب الجمهوري أن يتحالف مع ثلاثة أحزاب أخرى في الانتخابات التشريعية، ما قد يعزز حضور المعارضة في البرلمان.
وثمة رهان آخر يتمثل في مدى قدرة حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد والمناهض لأردوغان والذي يخوض المعركة وحيدا، على الحصول على سقف العشرة في المئة من الأصوات الذي يؤهله لدخول البرلمان.
وسبق أن خسر العدالة والتنمية الغالبية مرة واحدة في انتخابات يونيو 2015 التشريعية، حيث سارع يومها أردوغان إلى الدعوة إلى انتخابات جديدة للتعويض، معلنا بوضوح أنه لن يرضى بائتلافات. والسيناريو الرابع هو أن يفوز محرم اينجه في الانتخابات الرئاسية في دورتها الثانية وأن تسيطر المعارضة على البرلمان.
ويقول مارك بيريني من مركز كارنيغي أوروبا “إذا حصل ذلك فإن تغييرا سياسيا هائلا سيحصل على الأرجح على جبهات عدة”، لافتا خصوصا إلى السياسات الاقتصادية والعلاقات مع الغرب.
وأما السيناريو الخامس هو أن تفوز المعارضة في الانتخابات الرئاسية ويحتفظ حزب العدالة والتنمية بسيطرته على البرلمان. ويعتبر هذا السيناريو الأكثر التباسا كون حزب العدالة والتنمية لم يسبق أن اختبر تعايشا سياسيا مع أحزاب أخرى فضلا عن أن الرئيس الجديد سيكون على الأرجح معاديا له بعد أن هيمن على المشهد السياسي التركي منذ 2002.