جولة الصحافة من قناة اليوم

محدودية “النصر” في عفرين وراء التصريحات التركية المتصاعدة ضد واشنطن

 

تحت هذا العنوان، قالت صحيفة “العرب” اللندنية، كثف المسؤولون الأتراك من التصريحات المناوئة للموقف الأميركي بشأن مدينة منبج، ما اعتبره مراقبون دليلا على ارتباك في الموقف الرسمي لأنقرة حيال تدخلها شمال سوريا وعجزها عن تحقيق النصر الذي كانت تخطط لاستثماره من اجتياح عفرين.

الخطاب الرسمي التركي يلوح بالمواجهة مع القوات الأميركية في منبج، لكن على النقيض من ذلك لا يسعى الأتراك لأي مواجهة، وهم يفكرون فقط في تسويق خطاب “المنتصر” و”القوي”، خاصة بعد محدودية نتائج “النصر” في عفرين الذي زاد من دائرة أعداء تركيا إقليميا ودوليا وحرك ضدها موجة من الغضب الشعبي واتهامات باختراق حقوق الإنسان.

الرئيس التركي كان يتوقع أن يكون دخول عفرين بمثابة فسحة ودون خسائر بشرية، وأنه سيقدم تركيا كقوة إقليمية يقبل بها الجميع، لكن النتائج مخيبة للآمال في ضوء مخاوف من أن تتحول عفرين إلى مستنقع طويل الأمد مع تلويح المقاتلين الأكراد في سوريا بحرب العصابات.

وتمتلك أنقرة ذكريات سيئة مع حرب العصابات التي يقودها حزب العمال الكردستاني ضد قواتها لأكثر من أربعين سنة، ولم تقدر على هزمه أو الحد من نفوذه، وربما تجد نفسها مورطة أكثر في مطاردته شمال العراق.

وتقول أوساط تركية إن أردوغان يشعر بأن “نصر عفرين” لم ينجح في إظهاره كقائد قوي محليا وإقليميا، وأن تصريحاته القوية ضد الولايات المتحدة ربما تغطي على هذا العجز ولو إلى حين.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أكدت قبل أيام أنها لن تسحب قواتها من منبج، رغم مطالبة تركيا لها بذلك. وقال جنرال أميركي رفيع المستوى إن قواته “سترد بقوة” على أي هجوم يحظى بمساندة تركيا، وهو ما يعني أن تركيا لن تستطيع تكرار ما جرى في عفرين، وأن القوات الأميركية ستستهدف الجيش التركي وحلفاءه مثلما هاجمت منذ أسابيع قوات رديفة للقوات السورية وبينها مقاتلون روس من شركات خاصة.

وتأتي زيارة الوفد الأميركي لمدينة منبج الخميس والتصريحات المتعهدة بالوقوف إلى جانب القوات الكردية في منبج كرسالة طمأنة لحلفائهم الأكراد بعد تصريحات المسؤولين الأتراك عن اجتياح المدينة برضا أميركا أو من دونه.

و تختم الصحيفة، بتحذير خبراء عسكريون أتراك من المجازفة بالاصطدام مع الأميركيين في وقت تعيش فيه تركيا أزمات متعددة سواء داخل سوريا أو مع الاتحاد الأوروبي، فضلا عن أزماتها الداخلية، لافتين إلى أن المسؤولين الأتراك يعرفون حدودهم جيدا في العلاقة مع واشنطن.

 

“الصراع بين روسيا والولايات المتحدة بلغ مستوى فرط صوتي”

 

عنوان مقال للكاتب إيغور سوبوتين، في “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية، عن تطور صناعة السلاح يجبر واشنطن وموسكو على البحث عن حلول وسط.

وجاء في المقال: دونالد ترامب، خلال اجتماعه مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في واشنطن، تحدث عن اتصاله بالرئيس فلاديمير بوتين. “لقد هنأته بالفوز، الفوز في الانتخابات”، أوضح رئيس البيت الأبيض. “جرى الاتصال في ضوء حقيقة أننا ربما نجتمع في المستقبل القريب، حتى نتمكن من البدء في مناقشة الأسلحة وسباق التسلح”.

وفي معرض حديثه عن التنافس بين البلدين في هذا المجال، قال الزعيم الأمريكي: “لن نسمح أبدا لأي أحد أن يقترب من المستوى الذي نحن فيه”.

أظهر الحوار مع بوتين رفض ترامب الأخذ بتحذيرات مستشاريه للأمن القومي. وذكرت مصادر في الإدارة، على دراية بالطريقة التي يتم بها إطلاع الرئيس الأمريكي، أن أحدث المواد المخصصة لترامب احتوت على مذكرة، بالأحرف الكبيرة: “لا تهنئوا!”

وفي الصدد، نقلت “نيزافيسيمايا غازيتا” عن فيكتوريا جورافليوفا، كبيرة الباحثين في مجال سياسة الولايات المتحدة الخارجية والداخلية بمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، قولها للصحيفة:

“يبدو لي أن إحدى الإشارات الواردة في الرسالة موجهة إلى الأمريكيين وتهدف إلى استئناف التعاون في مجال الحد من التسلح. أعتقد أننا راهنا على ذلك. يمكن أن يكون هذا مثيرًا لاهتمام الأمريكيين، بالنظر إلى كيفية مناقشة هذا الموضوع. لكن هناك صعوبة: الآن دخلت الولايات المتحدة مرحلة جديدة من تحديث الأسلحة. على الأرجح، لا مصلحة للمصنعين وممثلي المجمع الصناعي العسكري، الذي يسعى إلى تمويل إضافي وتوسيع الترسانة، في الحديث عن تقييدات في هذه المرحلة. إذا نظرنا إلى منطق محادثات التسلح في التاريخ، فعادة ما تبدأ جولة جديدة من المفاوضات بعد أن يمر كل جانب بمرحلة تحديث أسلحته”.

وفي سياق إنجازات تحديث الأسلحة، أضافت جورافليوفا: “لقد حققنا بعض النتائج، ونحن على استعداد للإعلان عنها. نحن تماما في مرحلة الجاهزية للحديث. لدي شعور بأن الأميركيين لم يصلوا بعد إلى هذه المرحلة. ربما في الولايات المتحدة، على مستوى كل من السلطات والخبراء، هناك تفاهم بأن مجال التسلح يحتاج إلى السيطرة وأنه من الضروري التحدث عن ذلك، لكنني أعتقد أن الضغط من المجمع الصناعي العسكري على مستوى لا يستطيع السياسيون التغلب عليه والانتقال إلى محادثة بناءة مع روسيا، والوصول إلى بعض الاتفاقات. على الأرجح، في أن ترامب وبوتين تحدثا عن الحد من الأسلحة دليل على أن الأمريكيين التقطوا “الرسالة” الرئيسية لخطاب (بوتين)”.

قد يعجبك ايضا