جولة الصحافة من قناة اليوم  

-حرب الأكراد مع تركيا تدخل “مرحلة جديدة”

 

بعد إعلان سقوط مدينة عفرين الكردية في سوريا بيد الجيش التركي والقوات السورية المتحالفة معها، أعلن المقاتلون الأكراد عن دخول الحرب “مرحلة جديدة” متوعدين بـ”ضرب” القوات التركية حتى تحرير عفرين. حول ذلك حاورت DW خبير كردي.

بعد حملة عسكرية استمرت ثمانية أسابيع لإخراج وحدات حماية الشعب الكردية من مدينة عفرين بشمال سوريا سيطرت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها اليوم الأحد (18 مارس/ آذار 2018) على مدينة عفرين، التي شكلت أحد “الأقاليم” الثلاثة التي أنشأ الأكراد فيها الإدارة الذاتية الكردية.

“بداية مرحلة حرب العصابات”

من جانبهم أكد الأكراد عزمهم على “ضرب” القوات التركية حتى استعادة كامل “إقليم” عفرين. وهددت “سوريا الديمقراطية” (قسد)، التي تتكون في معظمها من المقاتلين الأكراد، في بيان “إن حربنا ضد الاحتلال التركي والقوى المسلحة المسماة الجيش (السوري) الحر دخلت مرحلة جديدة، لتتحول من المواجهة المباشرة إلى تكتيكات الكر والفر”.

وفي حوار مع DW عربية قال نواف خليل، رئيس المركز الكردي للدراسات في بوخوم بألمانيا إن الحرب دخلت الآن مرحلة جديدة “ستخاض فيها حرب عصابات ضد الاحتلال التركي وأعتقد أن القوات الكردية التي بقيت في عفرين هم سادة حرب العصابات في العالم”، حسب تعبيره.

وكان متحدث باسم الجيش السوري الحر قد قال إن مقاتلي المعارضة دخلوا عفرين قبل فجر اليوم من ثلاث جبهات دون مقاومة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جيوبا لمقاتلي وحدات حماية الشعب تحدت أوامر بالانسحاب لكن القوات التركية سيطرت على المنطقة.

وقال نواف خليل لـ DW “سمعتها اليوم من القيادات العسكرية لوحدات حماية الشعب: لن تهنأ تركيا بالراحة ما دامت هذه القوات موجودة حتى ولو كانت قوات قليلة”.

واستغرب رئيس المركز الكردي للدراسات في بوخوم بألمانيا في حواره مع DW عربية من سكوت الغرب إزاء ما يجري في عفرين، داعيا الجانب الكردي إلى إعادة النظر في العلاقات مع الغرب والولايات المتحدة في قضايا التعاون الأمني والاستخبارات وقال: “يجب أن تكون هناك رؤية ونظرة جديدتان.. الدول الأوروبية تبحث فقط عن المعلومات الاستخباراتية، وتصفق للكرد فقط حينما يقومون بمهاجمة داعش.”

كما أنتقد استمرار ألمانيا في بيع السلاح لتركيا وقال “اعتقد أن الأمان الذي تتمتع به الدول الأوروبية الآن دفع ثمنه آلاف الشباب والشابات الكرد لكي يتم القضاء على هذا الوباء المسمى بداعش”.

“الجيش النظامي السوري لاحول له ولا قوة”

وبدأت تركيا هجومها على منطقة عفرين قبل ثمانية أسابيع وهددت بتوسيع نطاقه ليشمل مناطق كردية أخرى إلى الشرق تنتشر فيها قوات أمريكية مع وحدات حماية الشعب في تحالف بينهما ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وكان الجيش السوري النظامي قد قال مع بداية الهجوم على عفرين إنه سيقف مع الأكراد من أجل سيادة سوريا. لكن نواف خليل يرى أن “هذا الجيش لا حول له ولا قوة.. فروسيا هي من يقرر”. وأوضح رئيس المركز الكردي للدراسات في بوخوم “في الذاكرة الجماعية الكردية ليست هناك ثقة في الجانب الروسي سواء عبر تاريخ الاتحاد السوفيتي أو في زمن روسيا”. وتابع نواف خليل “الدماء الكردية التي أريقت في مدننا وقرانا نحمل روسيا المسئولية عنها كما نحمل أيضا الرئيس التركي أردوغان”.

تدمير تمثال كاوا الحداد

إن القوات التركية والمعارضة السورية المتحالفة معها أقدمت على تدمير تمثال كاوا الحداد وسط عفرين. وتمثال كاوا الحداد هو لشخصية محورية في أسطورة كردية عن احتفالات عيد النوروز أو السنة الكردية الجديدة. وقال بيان للمجموعة إن هذا “أول انتهاك سافر لثقافة وتاريخ الشعب الكردي عقب سيطرتهم على عفرين”.

ويقول نواف خليل في حواره مع DW إن تاريخ كاوا الحداد يعود إلى القرن السابع الميلادي. واستنكر الحداد تدمير التمثال “وتحطيم الرموز التي لا علاقة لها (بالأزمة مع تركيا)” وأضاف: “هؤلاء الذين لا يفرقون بين كاوا الحداد وعبدالله أوجلان هل يمكن أن يفهموا الشعب الكردي؟”

 

-“عفرين باتت لقمة سائغة. النظام العالمي يموت بين انقاض سوريا”

 

صحيفة  “الغارديان” البريطانية، وصفت النازحون الكرد من عفرين “بالمنفيين الجدد لسوريا ” وتحدثت عن تفاصيل رحلة النزوح قائلة :على درب موحل في شمال سوريا، يغادر أحدث المنفيين في الحرب. معظمهم من الأكراد ، يفرون من عفرين إلى مدينة حلب التي يسيطر عليها النظام، في أفق رمادية. خلفهم، حاصرت القوات التركية والقوات العربية التي تتقدم لاحتلال مدينتهم ماعدا نقطة الضغط التي كانوا يهربون منها. إلى الأمام، والمقاتلون الشيعة المتحالفون مع نقاط التفتيش التابعة للجيش السوري الذين يقررون من يستطيع المرور.

وتطرقت الصحيفة قائلة: مع اندلاع الحرب السورية في عامها الثامن المرهق، بدأ شمال البلاد في التحرك مرة أخرى. يتحمل الأكراد وطأة الاضطرابات الأخيرة وهم يفرون من جيبهم قرب الحدود التركية مع اقتراب العاصفة المزمنة من عفرين. قُتل ما لا يقل عن 250 مدنياً في قصف عفرين مع تقدم الأتراك ووكلائهم. ويخشى الكثيرون ممن يغادرون المنطقة ذات الغالبية الكردية من أنه قد لا يُسمح لهم بالعودة عندما يستقر الغبار في نهاية المطاف على هذه الحرب. في صباح يوم الأحد، قال متمردو الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا أنهم دخلوا المدينة بعد انسحاب القوات الكردية. كل شيء يظهر الآن لقمة سائغة: بيوتهم، وعقودهم المستقبلية، وحتى القضية الكردية.

وأضافت الصحيفة: عفرين باتت ملاذاً آمناً في عاصفة سورية، وتجنّبت الحرب مع بقية الشمال حتى توغلت الفصائل المسلحة بقيادة تركية في التلال المحيطة بها قبل سبعة أسابيع. وكانت إدلب وحلب، التي لم تكن بعيدة، قد دمرتها الطائرات والتمرد. في هذه الأثناء ، كانت عفرين ملاذا للاجئين من أماكن أخرى. العرب والكرد والتركمان والمسيحيون والمسلمون، وحتى اليزيديون من العراق، قد التجئوا اليها مع اندلاع الحرب في كل مكان.

كان قادة أفرين المدنيون يعرضون المدينة كنموذج للتعايش وسط الفوضى لكن أصبحت نموذجاً مصغَّراً للجيوسياسة الجادة التي أدرجت الولاءات المحلية.. لكن الأهم من ذلك هو أن العلاقة التي كانت قائمة بين واشنطن وأنقرة قد انهارت في وقت ما – مع مستقبل الأكراد في سوريا بعد الحرب، والذي كان مركزاً في الانشقاق.

بدأ تحول عفرين إلى نقطة محورية في الصراع السوري في 20 يناير ، بعد وقت قصير من إعلان وزارة الدفاع الأمريكية أنها ستقوم بجمع قوة سورية الديمقراطية الحدودية. تحالف واشنطن مع الأكراد لم يسبق له مثيل مع أنقرة، التي اعتبرت زعماءها حلفاء أيديولوجيين لحزب العمال الكردستاني.

في مواجهة التأكيدات الأمريكية بأن التحالف سيكون مؤقتاً، كانت تركيا قد وقفت إلى جانب “داعش” التي اكتسحت من بلدات ومدن شمال شرق سوريا، وبلغت ذروتها في طرد المتطرفين من الرقة أواخر العام الماضي.

وتابعت الصحيفة :لكن القوة الحدودية المتسرعة كانت خطوة بعيدة جداً بالنسبة للمسؤولين القلقين ، وهي علامة على أن الأكراد – بمساعدة داعميهم – سيحققون مكاسب إستراتيجية يمكن أن تضعف قبضة تركيا على حدودها التي يبلغ طولها 500 ميل مع سوريا.

وتفصل فجوة تبلغ حوالي 60 ميلاً عن عفرين من تواجد القوات السورية الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة إلى الشرق ، الذي تم تحديده تقريباً من نهر الفرات. لقد رسمت تركيا مجال نفوذ بين السكان الكرد، وبناء مخزوناتها مع المجتمعات العربية المحلية، والتدخل في الحرب السورية عندما تريد – ولكن الأهم من ذلك ، إبقاء الكرد منفصلين.

مع اقتراب الحصار ، ومع مرور السوريين من جميع الطوائف والأعراق عبر الشمال المتدهور ، تندلع الحرب أكثر من أي وقت مضى. ويبقى تجاهل صرخات المجتمع العالمي للمعونة في الغالب، وكذلك مطالب زعماء الأمم المتحدة. قال المسؤول الغربي: ” النظام العالمي يموت بين أنقاض سوريا “.

-“خطة للهرب”

 

كما نطالع في صحيفة “الغارديان” البريطانية، تحليلا لأندرو روث بعنوان “الفوز في الانتخابات كان سهلا، والآن بوتين في حاجة لخطة للهرب”. ويقول روث إن فكرة إعادة انتخاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم تكن قط محل شك، ولكن ما ستجلبه الفترة الرابعة لبوتين في السلطة هو الأمر الذي يحمل الكثير من التساؤلات.

ويضيف أن الأعوام الستة عشر الماضية عمقت الصراع بين روسيا مع الغرب وزعزعت الاقتصاد الروسي، ولكن بوتين انتهى فترته الرئاسية الثالثة وهو أقوى من عام 2012.

وتقول إن المفارقة في الأمر هو أن المحللين وشخصا مقربا من الكرملين قالوا إن أول ما يتوجب على بوتين فعله بعد الفوز بدورة رابعة هو إعداد خطة للهرب.

وقال كونستانتين غاتزي، الصحفي والمعلق السياسي في مركز كارنغي في موسكو “الفكرة الكبيرة في الفترة الرئاسية الجديدة هي التوصل لوسيلة لنقل السلطة تضمن سلامته وسلامة عدد كبير من المقربين له”.

وأضاف “أعتقد أنه سيجد الأمر أكثر سهولة إذا بقى رئيسا مدى الحياة”. ويقول روث إن سياسة الكرملين أصبحت “رياضة من رياضات الصيد”. وأضاف أنه في عام 2007، عندما اختار بوتين دميتري مدفييدف كخليفته المؤقت، شعرت الصفوة الروسية أنها يمكن أن تدعم مدفييدف أو أي منافس سياسي دون خوف.

ويقول إنه مع انكماش الاقتصاد ومناورات النخبة الروسية للنجاة في أي معركة مقبلة لخلافة بوتين، فإن الهجمات والأسلحة أصبحت علنية. وقال شخص مقرب للكرملين للصحيفة “لا يوجد من يتم تدريبه لخلافة بوتين ولهذا يظن الجميع أنهم قد يخلفوه”.

قد يعجبك ايضا