مساعٍ لتوحيد القوى الكردية قبل الانتخابات البرلمانية العراقية

عَقبَ اتّساعِ الانقساماتِ الداخلية، وانسحابِ قوىً من الحكومةِ الائتلافية برئاسةِ نيجيرفان بارزاني، إثرَ تداعياتِ الاستفتاء الذي نظّمَهُ الكرد للاستقلال عن العراق، وما نَجمَ عنه من تفاقمٍ للأزمة مع بغداد، وفي ظلّ ما يعانيهِ الإقليمُ من أزمةٍ مالية قبلَ أكثرَ من عامين، يسعى الكرد إلى لملمةِ الأطراف الداخلية وتنظيمِ إنتخاباتٍ عامة في كردستان قبلَ الانتخابات العراقية المقرّرة في مايو أيار المقبل.
قال رئيسُ كتلةِ الحزبِ الديمقراطي الكردستاني في البرلمان العراقي، عرفات كرم، لـصحيفة الحياة، إن هناك اقتراحاً لتشكيلِ لائحةٍ كردستانية واحدة، خصوصاً في المناطقِ المُتنازَعِ عليها، مضيفاً، بأنهم لم يَصلوا بعد إلى اتّفاق، وهي في طورِ المناقشة لحلِّها، وقرارُ إجراءِ الانتخابات في موعِدِها لم يُحسَم بعدُ في ظلِّ اعتراضِ بعضِ القوى.
وأشار كرم إلى أن العقباتِ أمامَ تشكيلِ اللائحة تكمُنُ في الخلافاتِ المتراكِمة بين القوى الكردستانية، وتحديداً بعد انسحابِ حركةِ التغيير والجماعةِ الإسلامية من الحكومة، ما يتطلّبُ الدخولَ في حواراتٍ معمّقة.
وفي شأن إمكان إجراءِ انتخاباتٍ عامة في الإقليم قبلَ موعدِ الانتخابات العراقية، قال كرم، الأسبوع المقبل سيُعقدُ اجتماعٌ لحسمِ الأمرِ بينَ الحكومةِ والبرلمانِ ومفوضية ِانتخابات الإقليم، لأن الوضعَ لم يَعُد يحتمِل أكثرَ من ذلك، بُغيةَ فتحِ صفحةِ عملٍ جديدة للخطابِ السياسي الكردستاني من خلالِ حكومةِ قوية تجاه بغداد.
من جانبِهِ حذّرَ  القياديُّ في الاتحاد الوطني الكردستاني ملا بختيار، رئيسَ الوزراءِ العراقي، حيدر العبادي، بأنه سيدفعُ ضريبةً سياسية في حال استمرارِه رفضَ الحوار، مؤكّداً، بعدمِ قُدرتِهِ التهرُّبَ من الجلوس على طاولة الحوار، لأن عنادَهُ سيؤثِّرُ على المساعداتِ الدولية للعراق. 

ويرى مراقبون، إن استعادَةَ أربيل لثقلها على طاولة المفاوضات، مرهونةٌ بإعادةِ إصلاحِ البيت الكردي ولملمةِ أطرافه المتناثرة، وهذا كفيلٌ بإجبارِ العبادي على قبول ِالحوار والدخولِ في مفاوضات مع الإقليم.

قد يعجبك ايضا