نيزافيسيمايا: موسكو تلعب خفيةً بسوريا لتسوية مؤقتة للأزمة

نشرت صحفة “نيزافيسيمايا” الروسية مقالاً بعنوان: “موسكو تلعب خفيةً بسوريا لتسوية مؤقتة للأزمة”، تقول فيه “يبدو أن موسكو بدأت فعلياً بلعبة سياسية خفية أكثر حذراً في سوريا، تحت مبدأ جمع كل اللاعبين الرئيسيين حول تسوية مؤقتة للصراع. فهي تظهر مبادرات جديدة لحفظ السلام في سوريا، التي تستند في معظمها إلى مفاوضات دبلوماسية سرية أحياناً، بما فيها اتصالاتها التي كثفتها مع الأكراد.

والجدير بالذكر، أن الاتصالات بين الأكراد والروس، تثير قلق دمشق، إذ إن السوريين يشيرون إلى أن “شكل العلاقات الكردية الروسية قد يتطور ليتحول إلى تعاون عسكري”. ومن هذا المنطلق، يبدو جلياً أن لعبة القيادة الروسية في سوريا، ليست في سبيل الحفاظ على نظام الأسد، وإنما لضمان مصالحها في منطقة الشرق الأوسط أساساً، وفق ما ذكرت الصحيفة.

موسكو تبرز عضلاتها بالشرق الأوسط

في 25 سبتمبر/أيلول 2017، قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إن بلاده تعمل إلى جانب كل من روسيا وإيران على إنشاء منطقة وقف تصعيد في مدينة عفرين السورية، التي يسكنها الأكراد بشكل رئيسي.

وفي هذا السياق، أشار الجانب التركي إلى المسألة بوضوح، لكن، السؤال المطروح هو ما الذي سيحدث إذا ظهرت منطقة وقف تصعيد خامسة في منطقة عفرين؟

في الواقع، سيؤدي ذلك إلى إدراج الأكراد تلقائياً في مفاوضات أستانا، كما سيتم إشراكهم في الحوار مع موسكو. في كل الحالات، سيكون ذلك في خدمة المصالح الروسية، حيث إن موسكو لا تتوانى عن محاولات إبراز عضلاتها الجيوسياسية في الشرق الأوسط، ناهيك عن أنه سيساهم في مشاركة المزيد من اللاعبين الفاعلين في سوريا في الحوار من أجل التسوية السورية.

وتقول الصحيفة، إنه بالنسبة لواشنطن فإن ذلك يمثل فرصة لخدمة مصالح التحالف الكردي-العربي قوات سوريا الديمقراطية، وسيسهم في ظهور وسائل ضغط جديدة على دمشق، في سبيل إضفاء شرعية لوجود هذه القوات. أما بالنسبة لتركيا فهذا دليل على المرونة السياسية الروسية.

ويكتسب “السباق” السوري المقبل من وجهة نظر روسية دلالات سياسية واضحة، ومن المتوقع أن تنجح روسيا على المدى المتوسط في تحقيق النجاح على الضفة اليسرى من نهر الفرات، في المنطقة الحدودية السورية. وهي مسألة في غاية الأهمية بالنسبة لموسكو. كما أن طهران تعتزم خلق جسر في هذه المنطقة يمر من خلال العراق وسوريا إلى لبنان.

فماذا تريد موسكو في خضم هذا؟ في حقيقة الأمر، من الواضح أن روسيا تسعى لإشراك الأكراد في العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية، حتى تجعلهم أكثر تقبلاً لإقامة حوار مع نظام بشار الأسد، في ظل وجود الولايات المتحدة في كردستان السورية. وبالتالي، من الواضح أنه على الأكراد والقبائل العربية إلى جانب الجماعات العرقية الأخرى أن يتفاعلوا مع دمشق بشكل أوثق.

في الحقيقة، ترى جميع الدول الضامنة للهدنة في سوريا، بما في ذلك تركيا، من المفيد إشراك الأكراد في مفاوضات أستانا. فمن ناحية، يعتبر الأكراد لاعبين مهمين في الحرب السورية، ومن ناحية أخرى، سيكون من الضروري التفاوض معهم بطريقة أو بأخرى. وفي هذا الشأن، أسهم الأكراد بشكل كبير في القتال ضد تنظيم “داعش”. فضلاً عن ذلك، أعلنت العديد من الدول الأجنبية استعدادها لدعمهم مادياً.

وعلى الرغم من أن القامشلي تعتبر القلب النابض لشمالي سوريا، علما أن الأكراد يحاولون أخذها من النظام السوري بدعم من الولايات المتحدة، إلا أن عفرين تعتبر الأنسب للأكراد في الوقت الحالي. في المقابل، لا يمكن الوصول إلى القامشلي والحسكة إلا من خلال الأراضي التي تسيطر عليها القوات الموالية للنظام السوري.

وفقاً لمصادر رسمية، بدأت روسيا في التفاعل بشكل نشيط مع الأكراد في أواخر سنة 2016. وقبل ذلك، أي بعد حادثة سقوط الطائرة الروسية سوخوي 24، كان للعلاقات الكردية الروسية خصوصية أخرى. ففي سنة 2017، وفي سبيل حث جميع الأطراف السورية على الحوار، اقترحت موسكو مسودة دستور روسي، طرحت من خلالها مسألة الحكم الذاتي الكردي في أحد بنودها.

قد يعجبك ايضا