أولى الاتفاقات السرّية لأستانة 6 تظهر في جنوب دمشق

وسط خروج اللاعب السوري من المعادلة، سياسياً كان أو عسكرياً، وقبيل انعقاد مؤتمر أستانة 6 بأيام، أشارت العديد من التسريبات عن اتفاق لتبادل السيطرة على مدن إدلب وأحياء دمشق الجنوبية، بين تركيا وإيران، وبمباركة روسية، في مشهد مشابه لما جرى في أحياء “حلب الشرقية ومدينة الباب” بريف حلب حين صرّح رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم، الباب مقابل حلب، واتفاقية المدن الأربعة “كفريا والفوعة الزبداني مضايا”.

إدلب، وبعد تنفيذ مخرجات أستانا 6 الذي تم بموجبه ضمّها إلى مناطق خفض التصعيد، تشاهد التعزيزات العسكرية التركية على الحدود السورية من جانب المدينة تقترب.

تزامناً مع ذلك أعلنت فصائل المعارضة المسلحة العاملة في حي القدم الواقع جنوبي العاصمة يوم أمس، التوصُّل لاتفاق مع النظام السوري، يقضي بتسليم الأخير الحي بعد مفاوضات استمرت لما يقارب الشهر، نتيجة لضغوط تعرضت لها الفصائل العسكرية والأهالي على حدّ وصفها.

وقالت الفصائل في بيانٍ لها “تم الاتفاق على خروج من يرغب من المقاتلين وأهالي الحي إلى الشمال السوري خلال الأسبوع المقبل بين يومي الثلاثاء والأربعاء”.

وأضافت أن البنود تضمّنت “حماية المنطقة، تقع على مسؤولية من سيبقى من المسلحين والأهالي وتحديدًا في محيط منطقة العسالي التي هي جبهة على خطوط التماس مع تنظيم داعش “.

وكشفت الفصائل أن هذا الاتفاق سينفذ بعد معالجة بعض العوائق، أهمها وجود تنظيم “داعش” على أطراف الحي وما يشكّله ذلك من تهديد للأهالي فضلاً عن القصف الجوي على إدلب.

هذا وتولي إيران أهمية كبيرة لبلدات يلدا وبيبلا وبيت سحم الواقعة جنوبي دمشق، لوقوعها بين منطقة السيدة زينب ومطار دمشق الدولي، فمن جهة شكّلت المراقد الشيعية ذريعة كبيرة لإيران، استطاعت توظيفها في تجييش آلاف الشيعة للجهاد في سوريا، ومن جهة أخرى فإن أكبر القواعد العسكرية لإيران تتواجد قرب مطار دمشق الدولي، وفي المقابل ترى تركيا من خلال سيطرتها على أجزاء من إدلب أنها تستطيع إبقاء مدن الشهباء وعفرين بريف حلب، تحت تهديداتها المستمرة بحسب مراقبين.

 

شادي بكار

 

 

 

قد يعجبك ايضا