الغارديان: “استفتاء وقضية عادلة”

طغى موضوع استفتاء كردستان العراق على الصفحات العالمية والعربية للصحف الصادرة اليوم، والجدل الحاد حول موضوع الاستقلال ورفض الدول الإقليمية والمحلية وبعض الأطراف الدولية لفكرة الاستقلال.

نبدأ جولتنا هذا الصباح مع صحيفة “الغارديان” البريطانية التي كرّست مقالاً افتتاحياً تحت عنوان “استفتاء وقضية عادلة”.

بدأت الصحيفة افتتاحيتها بسؤال “إذا لم يجرِ استفتاء كردستان الآن، فمتى سيجري؟”.

وقالت أن هذا هو السؤال الذي يطرحه الكرد العراقيون اليوم في محاولة لممارسة حقهم بتقرير مصيرهم والمقرر الاثنين.

وأشارت إلى أن “الكرد يرون أن دورهم الرئيسي في محاربة تنظيم “داعش” يتطلب مكافأتهم وإعطائهم بعض النفوذ”.

وأوضحت أن “مطلب الكرد لاقى الكثير من ردود الفعل السلبية من العراق وأمريكا وإيران وتركيا والسعودية وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية”.

وتسرد الصحيفة إن رئيس إقليم كردستان العراق “مسعود برزاني” قال في مقابلة معه إن “استفتاء كردستان ليس نهاية المطاف”، فالفوز شبه المؤكد فيه سيكون إعلاناً لرغبة الاستقلال.

وتضيف الصحيفة أن ثمة مكان للمفاوضات لكن أربيل لن تعود إلى طاولة المفاوضات مع بغداد، التي ليس فيها حافز التوصل إلى تسوية مسلحة، بمجرد تعبيرات مبهمة من التعاطف الدولي.

وتشدّد الصحيفة على أن تجاهل حلم الكرد سيكون له ثمنه أيضاً، وإنه ما زال ثمة وقت ومكان صغير للمناورة يجب استخدامه بانتباه شديد.

بينما صحيفة “التايمز” البريطانية يكتب فيها “ريتشارد سبنسر” مقالاً بعنوان “جراح الماضي أمدّت الكرد بالشجاعة للمراهنة على نتائج الاستفتاء”.

كاتب المقال يقول إن “التاريخ الحديث لمنطقة الشرق الأوسط تشكل بضرب حلبجة بالقنابل الكيماوية التي راح ضحيتها عدد كبير من الكرد”.

وأضاف أن رائحة الكيماوي تسللت إلى داخل منازل الناس وإلى أولئك المختبئين في الملاجئ خلال الحرب الإيرانية -العراقية.

ويصف كاتب المقال كيف وجد الناس وهم يهرعون للاحتماء من آثار القصف خلال الحرب الإيرانية -العراقية، وأولئك الذين انتبهوا للرائحة فقرروا الصعود عالياً إلى الجبال.

وأردف كاتب المقال أن “أمريكا، أهم حلفاء رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني دعته بشده إلى تأجيل الاستفتاء”، مشدّدة على أنها “لن تساعد في المفاوضات في حال قرّر المضي قدماً بإجراء الاستفتاء”.

ويضيف الكاتب أن “الكرد أكبر أمة في العالم من دون دولة، وهم منتشرون في كل من تركيا وإيران والعراق، ويعيشون كأقلية في هذه البلدان”.

ويختم سبنسر مقاله بالقول “إن التصويت بالإيجاب، الاثنين المقبل، سيعيد بالتأكيد رسم “خطوط على الرمل” التي رسمت.

وننتقل إلى الصحف العربية لنطالع ما جاء من ردود أفعال وتخوف بعض الصحف مما سماه “كابوس الاستفتاء القادم”، وعبر فيه كتّاب عن ثقتهم بأن الاستفتاء لن يحدث، بل توقعوا أن تنفرج الأزمة أو أن يتم إلغاء الاستفتاء في اللحظة الأخيرة.

صحيفة “عكاظ” السعودية، تحت عنوان “دولة الأكراد الكابوس القادم”، يقول فيها خالد عباس طاشكندي: “على الأكراد أن يتفهموا ويتقبلوا الحقيقة التاريخية الدامغة وهي أنهم شعب بلا دولة تخصهم وحدهم، والمطالب الكردية بإقامة دولة مستقلة على أساس عرقي لم تعد أمراً منطقياً في زمن العولمة وسوف تدفعُ حكومات المنطقة وشعوبها إلى حروب جديدة ومستمرة ضد الأكراد، وبالتالي زعزعة الأمن والاستقرار”.

وفي صحيفة “الدستور” الأردنية كتب جمال العلوي مقالاً بعنوان “الاستفتاء وحافة الهاوية” يصف فيها يومَ الخامس والعشرين بأنه “سيكون علامةً فارقة في المنطقة والإقليم”.

ويضيف “السبب في ذلك يعود لدعوة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني إلى إجراء استفتاء شعبي للانفصال عن الدولة الأم العراق، في خطوة لا تكاد تكون محسوبة أو أنها خطوة تسعى لجر الجميعِ نحو حافة الهاوية أو إعادة خلط الأوراق في الإقليم مجدداً”.

بينما محمد عاكف جمال في “البيان” الإماراتية يقول: “حكومة الإقليم مصممة على إجرائه في موعده على الرغم من فشلها في الحصول على تعاطف محلي وإقليمي ودولي حول ذلك، وعلى الرغم من المخاطر التي تعترض تنفيذه مع وجودِ خصوم أقوياء في الجوار من أشد المعادين للقضية الكردية لم يخفوا عزمهم على القيام باتخاذ إجراءات قوية قد تصل حدود استخدام القوة”.

في حين يرى محمد قواص في صحيفة “العرب” اللندنية أنه من غير المتوقع أن يتم الاستفتاء على أرض الواقع.

ويضيف: “يعرف البرزاني أن تركيا وإيران والعراق لن تسمح، ولو بالقوة وبالحرب الكبرى، بقيام دولته الكردية المستقلة، لن تسمح هذه الدول بشيوع العدوى باتجاه أكراد إيران وتركيا، بما يشجع قيام كيانات أخرى تتجاوز المكون الكردي أيضاً”.

وفي صحيفة “المشرق” العراقية، يتوقع “شامل عبد القادر” انفراج الأزمة الكردية، قائلاً: “القضية برمتها فوق طاولة الدول الكبرى والإقليمية لمناقشة أوضاع العراق الحدودية التي قد تتعرض إلى الانكماش في حال حصول أية غلطة من أي جانب.. ولكن ليس ثمة سماء سوداء تظلل العراق بعد أن تحلحلت القضية على المنضدة الكردية وتحول التصلب الكردي إلى ليونة تفاوضية مع المركز بدعم من الولايات المتحدة والقوى السياسية الفاعلة في العراق، صمتت لغة التهديد، وتلاشت عنتريات أمراء الحرب، وانتصر اللسان على السيف”.

وأخيراً ننهي هذه الجولة، مع صحيفة “القدس العربي” اللندنية ويدافع فيها “عماد شقور” عن حق الكرد في تقرير المصير ويقول: “إن تصرفاً عربياً حكيماً مع الأكراد، وحقهم في التحرر والاستقلال، هو مفتاح إقامة تحالف عربي كردي مثمر ومستمر، وهو مفتاح إقفال باب التحالف الإسرائيلي الكردي، لا يمكن للمرء أن يكون صادقاً وعادلاً في تأييده لتحرر الشعب الفلسطيني واستقلاله، وأن يكون في الوقت ذاته رافضاً ومعادياً لتحرر الأكراد واستقلالهم”.

 

قراءة: زوزان بركل

 

قد يعجبك ايضا